السياحة الطبية في السعودية 

إعداد د.فيصل الكليب 

السياحة الطبية، والمعروفة أيضًا باسم السياحة الصحية، هي السفر إلى بلد أجنبي للحصول على علاجات وإجراءات طبية قد لا تكون متاحة أو بأسعار معقولة أو عالية الجودة في بلدك الأم. على مدى العقود القليلة الماضية، شهدت السياحة الصحية نموًا كبيرًا، مع تزايد عدد المرضى الذين يسعون للحصول على الرعاية الطبية في الخارج. بينما يوفر السفر للحصول على رعاية طبية فوائد عديدة، إلا أن له أيضًا نصيبه من العيوب. 

في المقابل تهدف السياحة الاستشفائية إلى الوقاية من الأمراض بدلاً من العلاج. على سبيل المثال، تشمل السياحة الطبية الأشخاص الذين يسافرون لإجراء العمليات الجراحية والعناية بالأسنان، بينما تشمل السياحة الاستشفائية المسافرين الذين يسعون لتجربة علاجات وطقوس المنتجع الصحي وندوات النظام الغذائي المتوازن وفعاليات اللياقة البدنية. 

تعتبر سياحة الصحة والإستشفاء أحد أنماط السياحة الوطنية الواردة في استراتيجية التنمية السياحية الوطنية التي اعتمدها مجلس الوزراء. ويؤكد الخبراء في هذا المجال أن السنوات المقبلة ستحمل تطورا ملموسا وستأخذ السياحة العلاجية منحىً آخر، ما يساعدها على أن تكون واحدة من أهم البلدان على خارطة السياحة العلاجية إضافة الى ما تمتلكه من سمعة دولية مميزة للقطاع الطبي تساعد في الترويج للسياحة العلاجية والإستثمار السياحي في آن واحد.  فالسياحة العلاجية اليوم تشكل أحد الاستثمارات المهمة التي تحقق عوائد مالية عالية مع توافر المقومات الطبيعية والإمكانات الطبية العالية على أرض المملكة والتي تساعد في نجاح هذا النمط من السياحة. وهناك فرص مهمة يمكن أن تستغلها المملكة للاستفادة من السياحة العلاجية حيث  تمتلك الوجهات السياحية المميزة والمستشفيات الصحية المتطورة. 

تسعى المملكة العربية السعودية لأن تكون في طليعة الدول التي يقصدها الناس من مختلف أنحاء العالم بهدف السياحة العلاجية، ويبدو هذا جليًا من خلال الخطط التنموية التي اعتمدها حديثًا مجلس الوزراء للعمل بها خلال السنوات المقبلة، والتي تنص على تطوير السياحة العلاجية في السعودية، لتأخذ منحى آخر أكثر تطورا، لتكون في الطليعة، ولتصبح من أهم الدول على خارطة السياحة العلاجية في المنطقة، وفي العالم كله تمتلك المملكة العربية السعودية سمعة دولية جيدة، فيما يتعلق بقطاعها الطبي، الأمر الذي يجعل الترويج للسياحة العلاجية في السعودية ممكنًا، حيث يتم الترويج لها جنبًا إلى جنب مع الترويج للسياحة الترفيهية تتظافر الجهود في المملكة لتشجيع المستثمرين من السعوديين، أو المستثمرين من خارج المملكة على الاستثمار في القطاع الصحي من خلال بناء المستشفيات والمراكز الصحية الكبيرة، والمجهزة بأفضل المعدات، وأحدث وسائل العلاج، التي يديرها أطباء مهرة من جنسيات عربية و أجنبية. 

حيث القطاع الصحي في المملكة السعودية الأكبر، مقارنة بالقطاعات الصحية الأخرى في دول الشرق الأوسط، من حيث الإنفاق والمشاريع، كما أعلنت الوزارة عن وجود 19مشروعًا صحيًا، كل مشروع يشمل مستشفيات ومراكز طبية حديثة ومجهزة بكافة الأجهزة والمعدات، إلى جانب الخبرات الطبية، وقد تم الإعلان عن افتتاح بعض هذه المشاريع، والبعض الآخر ما زال قيد الإنشاء، في عدد كبير من مناطق ومحافظات المملكة. 

وفي هذا السياق تستضيف المملكة العربية السعودية في شهر ابريل القادم ملتقى السياحة الصحية ٢٠٢٤ حيث يأتي ليكون محطة تحول في مجال الرعاية الصحية والسياحة الطبية. ويجمع بين الخبراء والمحترفين لتبادل الخبرات وتعزيز التقنيات الطبية والابتكارات. 

حيث تعد المملكة العربية السعودية مكانًا مثاليًا لاستضافة هذا الحدث نظرًا لتقدمها الكبير في مجال الرعاية الصحية وتطور بنيتها التحتية المتطورة. تقدم السعودية تجربة فريدة للزوار الذين يسعون لتلقي العلاج واستكشاف مستقبل السياحة الصحية. 

 

 

 

المراجع: 

 

السياحة العلاجية في السعودية – What’s On Saudi Arabia (whatsonsaudiarabia.com) 

السياحة العلاجية في المملكة العربية السعودية – The Arab Hospital Magazine 

Saudi International Health Tourism Forum (saudihealthtourism.com)